كان النقاش حول وضع أمن المعلومات في منطقة الخليج العربي حاضراً من خلال ورشة العمل التي أقامتها الملحقية الثقافية في أستراليا أمسية الثلاثاء الثالث والعشرين من شهر مايو الجاري بمقرها بالعاصمة الأسترالية كانبرا برعاية القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية في كانبرا الأستاذ مشعل الروقي وبحضور عدد من ممثلي سفارات دول الخليج العربي في أستراليا وعدد من المهتمين والمختصين في مجالات أمن وتقنية المعلومات وحماية الشبكات.
الورشة والتي دعا لها الانتشار الاخير لفيروس WannaCry في العديد من دول العالم جاءت بعنوان “أمن المعلومات والتداعايات الأمنية المعلوماتية على القطاعات الحكومية والتجارية في منطقة الخليج العربي” وقدمها مجموعة من طلبة الدكتوراه المتخصصين في أمن وحماية الشبكات ببعض الجامعات الأسترالية تناولوا التحديات التي تواجه المؤسسات العامة والشركات الخاصة في دول الخليج العربي في المحافظة على أمن معلوماتها والمخاطر والتهديدات التي تواجه المستخدمين والمؤسسات على مستوى حفظ وحماية البيانات وصعوبة توفير الآليات التي تكفل لها التصدي للقرصنة الإلكترونية خاصةً في ظل تزايد الاعتماد على الوسائل الإلكترونية المختلفة الأمر الذي جعلها عرضة للهجمات الإلكترونية والتي قد تخلَّف أضراراً باهظة على مستوى المؤسسات والافراد.
وتعرض المتحدثون من خلال الورشة إلى الانتشار الواسع لبرنامج القرصنة الأشهر حالياً والمعروف بـ “WannaCry” والكيفية التي يسيطر من خلالها هذا البرنامج على أنظمة المؤسسات والحواسيب الشخصية للأفراد والتعدي على المعلومات والبيانات المخزنة فيها والكيفية التي يتبعها في الهجوم على المواقع الإلكترونية وقواعد البيانات، بالإضافة إلى برامج أخرى تُشكَّل خطراً على أمن المعلومات في مختلف دول العالم.
واستعرض الباحثون عدد من التوصيات الضرورية لتوفير الحماية الامنية المعلوماتية لمنطقة الخليج العربي تمثلت في ضرورة تبني وتفعيل دول الخليج لاسترتيجيات وخطط لتأسيس قطاع حماية المعلومات وربطه بسوق العمل اضافةً الى زيادة الاستثمار في برنامج الابتعاث للاستفادة من خبرات الدول في هذا المجال. ايضا تَطّرقت التوصيات الى ضرورة انشاء الجامعات الخليجية لاقسام اكاديمية ومراكز بحثية معنية بمجال حماية المعلومات مع توفير دعم للأبحاث العلمية في هذا المجال من اجل تراكم المعلومات والاستفادة من التجارب التي مرت بالمنطقة من اجل قفل الثغرات وتفادي تكرار الخسائر.